مقالات الأعضاء

التطبيع والعودة الى نقطة الصفر

مع تداخل الأحداث على الساحة السورية وتصارع القوى الدولية لتحقيق أكبر قدر من المصلحة وكسب أوراق في لعبتهم ضد خصومهم التي بدأوها منذ سنوات على حساب تهجير الشعب السوري ودماءه. استغلت أغلب الدول المتدخلة في الصراع الحالة السورية لتمرير مشاريع كانت تنتظرها منذ زمن بعيد فقد تمت أسلمة جزء من الثورة في مرحلة من المراحل خدمة لمشروع التيارات الاسلامية الذي انقلب ضدهم وكشف حقيقتهم التسلطية الفارغة التي كانوا يغطونها بلحاهم الطويلة.

سوريا كانت ولاتزال مقبرة الايديولوجيات الدينية والسياسية

مع فشل جميع المشاريع وانكفاء أصحابها بدا تمسك الشعب السوري بدولة المواطنة التي تكفل الحقوق للجميع وأثبت السوريين أنهم محبين للحياة لايريدون بديلا عن العدالة والقانون والديموقراطية . الدول الاقليمية المجاورة ماتزال تصر على استغلال الحالة السورية حتى اخر لحظة ولايمكنها التسليم والقبول أن الشعب السوري يستحق دولة تحترم كرامته وتحميه وتصون انسانيته فعندما فشلت المشاريع وبقي الشعب حرا  يقول كلمته في كل مناسبة أدركوا أنهم من المحال أن تستقر لهم أي مصلحة تنافي مصلحة الشعب أو أن يكون لهم عليه سلطان.

العودة الى الوراء هي أخر المراحل

العودة للتطبيع مع النظام اخر المراحل لأن قطع العلاقات معه كانت أولها. يمكن اعتبار العودة بالعلاقات هي اخر مراحل التامر على الشعب السوري لتمرير المشاريع والايديولجيات فالبطبع لو عند المطبعين أمل واحد بالمئة بتمرير مشروع اخر لفعلوا ولكنهم اليوم مفلسين أمام وعي الشعب الذي رفض أن يكون تابعا أو مطبلا وحتى مأدلجا. فبعد كل ماحصل على الساحة السورية من دماء وقتل وانتهاك للانسانية تعود بعض الدول للتطبيع مع النظام وكأن شيئا لم يكن متغاضية مغمضة أعينها عن الجرائم وحقوق الشعب.

الشعب مدرك أنه يعود لنقطة الصفر ولكن….

التطبيع يعود بالاحداث الى الوراء 12 عاما ولكن مالم يدركه الكثيرين أن الشعب السوري مثله كمثل كل شعوب العالم التي ناضلت لحريتها لن يعود للوراء وهذه العودة الافتراضية بالتطبيع انما هي هبوط اضطراري لعودة الاقلاع من جديد. صحيح أن التطبيع له الكثير من السلبيات على الأفراد الذين سيتم ترحيلهم أو المجازفة بهم لاثبات التطبيع الذين سيكون فيه السوريين خاسرين كالعادة في كل المشاريع السياسية ولكن أعتقد أنها ستكون اخر الخسارات واخر المشاريع وبعدها تأتي مسؤولية الشعب من جديد بالانطلاق اذا بقي مصرا على التحرر فقد أصبح لديه الخبرة واالوعي بكل ما يحيط به وخبر عدوه من صديقه وعرف جيدا أين مصلحته وكيف يحققها.  

الحركة المدنية السورية | اللجنة الثقافية
عبد الرزاق الحسين (عضو وناشط في الحركة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى