مقالات الأعضاء

لا تصرخوا لن يسمعنا أحد!

من الطبيعي  أنّك أيّها الإنسان تطلب النجدة من الناس الآخرين أبناء جنسك إذا تعرّضت لأذى وكنت غير قادرٍ على صده. في العصر الحجري كان البشر يطلبون النجدة عند تعرضهم لهجوم الحيوانات المفترسة، أمّا مع تقدم الزمن وتحضر الإنسان أصبحت المجتمعات البشرية تشكل مجموعات تخدم الأمن تسمى الشرطة لحماية أمن الأفراد من كلّ ماهبّ ودبّ. وفي وقتنا الحالي أصبح هناك مايسمى منظّمة الأمم المتحدة ومهمتها فض النزاعات الكبيرة على مستوى الجماعات بعد أعوام من الحروب التي قتلت ملايين البشر.

ولإيماننا بأنّ البشر يجب عليهم نجدة بعضهم البعض، نادينا في أوّل الثورة يا عرب يا مسلمون حتى بحّت أصواتنا، وكنّا بسذاجتنا نعتقد أنّ جحافل الجيوش العربية والإسلامية سوف تهب لنجدتنا بل وتعدى بنا الخيال حدّ أن يتراءى لنا أنّها بدأت فعلا بالمسير على الأحصنة ومشيًا على الأقدام في مشهدٍ أشبه بالدراما التاريخية والفانتازيا، ولكن بعد أن بدأت البراميل المتفجرة تنفجر على رؤوسنا، أدركنا متأخرين أنّ الحكومات العربية تريد التخلص منّا بأسرع وقت قبل أن تنتشر عدوى الحرية والكرامة إلى دولهم فيصبح المواطن سيد والجميع متساوي أمام القانون، وكيف ذلك وهم وأبناءهم يستمتعون بالتسلط على الشعوب واستعبادها لإشباع رغباتهم وغرائزهم الحيوانية، فهم لايبقون أسيادًا إلا إذا كان هناك عبيدًا تخنع وتطأطئ رؤوسها أمام الظلم وسلب كرامة الإنسان وماله وحقه في الحياة.

يئسنا فاستنجدنا بالغرب لأننا سمعنا في التلفاز عن الإنسانية والديموقراطية التي يؤمن بها الشعب الأوروبي فأخذنا الخيال مرة أخرى وظننا أنّ الغرب سيحرك طائراته وأساطيله البحرية، ولكن العتب كل العتب على أفلام هوليود التي شتت خيالنا بعيدًا. ولكن أغلب الظن أنّ الغرب ربما  كان يعتقد أنّنا زومبي متوحشين نتغذى على امتصاص الدماء.

بين هذا وذلك دفنا آلاف الشهداء الأحرار، عائلات بأكملها وأطفال ورجال ولم نيأس، وصممنا على مواصلة الطريق، اليوم وبعد عشرة أعوام ونيف لم ينجدنا أحد.

ما العمل وكيف السبيل؟ ثورتنا تختلف عن كثيرٍ من مثيلاتها في دول العالم فلم تقم لدينا في العصر الحديث لا ثورة صناعية ولا علمية ولا فلسفية، بل عانينا السنين الطوال تحت سماء الجهل والتخلف والخرافة ولا أعتقد أنّنا سوف نتخلص من أمراضنا الاجتماعية في القريب، لذلك أرى أنّ الطريق الأمثل للحرية والخلاص هو التكاتف وقبول بعضنا البعض كما نحن.

فتعال أنت أيّها المتدين وأيّها العلماني أو الليبرالي أو الشيوعي مهما كنت تحمل من أفكار ومعتقدات، مهما كانت عقيدتك وتوجهك السياسي. تعالوا نعمل سويًا إذا أردتم لأبنائكم أن لا يكونوا عبيدًا إذا أردتم لهم أن يكونوا بشرًا أحرارًا، تعالوا نبني المستقبل ونقبل بعضنا، فهو خيرٌ لنا من أن نقبل الظلم والاستبداد. 

الحركة المدنية السورية | اللجنة الثقافية 
عبد الرزاق حسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى