مقالات الأعضاء

كونوا كاليهود الأميركيين

أيها المسلمون السوريون السنّة (تحديدآ)، كونوا ناجحين مثل اليهود في أميركا (تحديدآ).

لماذا؟ لأن اليهود نشأوا وترعرعوا على فكرة أن يكونوا رياديين لآلاف السنين. تم منعهم من امتلاك الأراضي ومن الانتماء للنقابات التجارية ومن ممارسة المهن.

وكل ما يمكن أن يفعلوه هو إقراض الأموال والعمل كباعة متجولون، أي تجار. قُتل قليلو الذكاء منهم في مذابح أو كانوا فقراء جدًا ولديهم طفل أو طفلان فقط. بينما ازدهر الأذكياء منهم وأنجبوا المزيد من الأطفال. أكد التقليد اليهودي دائمًا على أهمية “الكتاب” والدراسة والتعلم والحصول على تعليم جيد، لذلك كان هناك نسبة من التطور لا بأس بها حيث انتهى الأمر باليهود إلى وجود عدد كبير بالمجمل من أفرادهم الجيدين في الأعمال التجارية.

أيضًا، نظرًا لأنهم كانوا آخر من يتم تعيينهم وأول من يُطرد من العمل، فقد مالوا نحو الاستقلال هذا يعني امتلاك أعمالهم الخاصة، فمن الأسهل أن تصبح ثريًا إذا كنت تمتلك نشاطًا تجاريًا خاصًا بك.

نظرًا لأن اليهود عانوا كثيرًا من المذابح، مذابح اليهود على أيدي المسلمين والمسيحيين وما إلى ذلك، فقد أصبحوا إلى حد ما محصنين ضد ردود الفعل العادية للمخاطر، فإذا كان القيام بالاستثمار محفوف بالمخاطر فعلى الأقل لا يعني أنك سوف تُقتل.

 لم يكونوا خائفين لذلك انجذب اليهود إلى مجالات جديدة أكثر خطورة من النشاط التجاري. فقد ذهبوا إلى اختراع هوليوود، وكان من الخطر صنع فيلم لكنهم أخذوا هذه المخاطرة.

كما عملوا بتطوير العقارات فطرح أموال طائلة قبل أن تعرف ما إذا كانت أحوال العقارات ذاهبة باتجاه الآجار ولن تتورط في الركود، وارتفاع أسعار الفائدة بحلول الوقت الذي تنتهي فيه من المباني الخاصة بك، أمرًا محفوفًا بالمخاطر لكنهم أخذوا هذه المخاطرة أيضًا.

يتم تمثيل اليهود بشكل كبير بالمجمل في الأعمال التجارية التي تأتي بالنفع الكبير مع نهاية الوقت، مثل تجارة الأسهم. هناك عوائد عالية المخاطر في تجارة الاستثمار بالأسهم أو مايدعى “hedge fund” ” ونرى نسبة كبيرة من اليهود بين لاعبي البوكر الناجحين المحظوظين. وبين العاملين على البرامج عالية التقنية، فغوغل وفيسبوك وأوراكل كلها مملوكة لليهود.

اليهود أيضا ممثلون بشكل كبير في التطوير العقاري، إذا استثمرت بالعقارات تحصل على مكاسب كبيرة لأنها تتمتع برافعة مالية عالية عن طريق القروض العقارية مما يدر عليك الكثير من الأموال.

وجدت الدراسات التي أجراها علماء الاجتماع وعلماء النفس من غير اليهود حول الذكاء العالمي أن أعلى معدل ذكاء بين البشر على هذا الكوكب كان:

  1. اليهود الأشكناز من أوروبا الشرقية.
  2. كوريا الجنوبية.

  لكن معدل الذكاء المرتفع ليس كافيا، إن الدافع والإبداع والخوف من الاضطهاد هي العوامل التي تخلق التمثيل المفرط لليهود بين المليارديرات.

 أنا شخصياً أشعر أن الأمر يتعلق أيضًا بالموقف والإيمان فبسبب الكتاب المقدس والعلاقة الفريدة بين اليهود والله، أصبح اليهود يؤمنون بأن لهم مصيرًا في العالم من أجل البقاء والازدهار وشفاء العالم (“Tikkun Olam”) فالبقاء على قيد الحياة في هذا العالم اليوم والازدهار وشفاء العالم  يتطلب المال  فاليهود ممثلون بشكل مفرط في الأعمال الخيرية وبسبب ذلك يشعر اليهود أن لديهم احتمالية كبيرة للنجاح.

هم أيضا تاريخيًا عنيدون ومصرون على النجاح ولا يستسلمون، لذلك يبدأ اليهود مشروعًا تجاريًا فيتكلل بالنجاح، ويرجع ذلك جزئيًا إلى شعورهم بأن مصيرهم هو النجاح الذي تفرضه قوة أعلى.

سأل القس الإنجيلي وواعظ الكاتدرائية الكريستالية في كالفورنيا الراحل روبرت شولر، في البرنامج التلفزيوني الشهير “ساعة القوة”، ذات مرة: “ما الذي يمكن أن تنجزه إذا كنت تعلم أنك لن تفشل”.أعتقد أن هذا ينطبق إلى حد ما على اليهود ويساعد توقعهم للنجاح في جعل تلك النبوءة تتحقق من تلقاء نفسها.

الحركة المدنية السوريّة | لجنة الدعم
باسل والتون
كلّ ما ورد أعلاه يعبّر عن رأي كاتبه ولا يعكس بالضرورة رؤية الحركة المدنيّة السوريّة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى