بيانات

بيان بشأن إعادة تسليم الأسد مقعد سوريا في جامعة الدول العربية

تلقّى الشعب السوري بألم قرار جامعة الدول العربية بإعادة نظام بشار الأسد لشغل مقعد سوريا لديها، إذ يمثل ذلك مكافأة له على ما قام وما يقوم به من جرائم إبادة بحق شعبه والتي لا تخفى عن العالم منذ اثني عشر عاماً.

إنّنا في الحركة المدنية السورية ندين هذه الخطوة التي تمنح شرعية وهميّة للمسؤول الأول عن معاناة شعبه، الذي يمثل وجوده وطغمته عائقًا أمام حقّ السوريين بالحياة الكريمة.

إنّ تحجج الدول العربية بتعثّر مسار الحلّ السياسي وفشل التحرير العسكري، ليسا مُبرّرًا لدعوته لحضور القمّة العربية، فمسؤوليّة إطالة أمد النظام تتحمّلها هذه الدول ذاتها فهي من قصّرت بدعم ثورة الشعب السوري، ودعمت فصائل عسكريّة متشددة وكيانات معارضة غير منتخبة وغير مفوّضة من قبل السوريين، وعلى رأسها الائتلاف الوطني وجماعة الإخوان المسلمين، الذين وضعا الثورة ومستقبل السوريين بيد حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفرضوا “الأخونة السياسية” على المشهد السياسي، وقاموا بتسليم حلب بشكل يشبه جريمة تسليم الجولان عام 1967، وتسليم باقي المناطق المحررة تحت غطاء مسار الخيانة في أستانا، ممّا أفقد الثورة والسوريين كافة أوراق القوة في حربهم ضد الاستبداد.

 نؤكّد في الحركة المدنية السورية أنّ إعادة بشار الأسد إلى الجامعة العربية لا يعطيه صك براءة ولا يعيد له الشرعية، فجرائمه أكبر من أن تمحوها قمة عربية، ولو أراد الأسد حلاً سياسياً عادلاً لما استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، ولما استجلب المليشيات الشيعية المتطرفة من إيران وأفغانستان والعراق ولبنان لقتله. كما نضيف أنّ هذه الخطوة تشكّل استخفافًا كبيرًا بدماء السوريين وتضحياتهم وحقهم في تقرير مصيرهم واختيار من يحكمهم بحرية.

عليه نوجه نداءً إلى كافة القوى الوطنية الصادقة للتداعي لإنقاذ مستقبل سوريا والسوريين من هذه المؤامرة، فنحن أمام لحظة تاريخية تتطلب منا التحرك العاجل لإنقاذ وطننا كما تحرك أجدادنا إبراهيم هنانو ويوسف العظمة في ساعة الشدة، وساعة اليوم أكثر شدة وألمًا من أيام الاستعمار.

كما ندعو الشرفاء والصادقين من أعضاء الفصائل المسلّحة، إلى التحرك العاجل والانتفاض لتطهير المناطق المحررة، من المرتهنين، لتأسيس بيئة وطنية تشكّل أساسًا صلبًا للحكم الانتقالي.

ونوجه في هذا السياق نداءً عاجلاً لحكومات الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا التي أكدت مؤخراً في بيان مشترك أنها ليست في صدد تطبيع العلاقات مع النظام السوري، للتحرك الفوري لحماية السوريين في شمال سوريا من أي هجوم إرهابي للأسد – بغطاء عربي وتركي – يقع ضحيّته زهاء الخمسة ملايين مُهجّر.

 لا سلام بغير عدالة.. ولا سلام مع المجرمين

الهيئة العامّة في الحركة المدنيّة السورية
السابع من أيار من عام 2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى