مقالات الأعضاء

السوريين في تركيا من ضيوف الى مطرودين     

استقبلت الحكومة التركية عدد كبير من السوريين في بداية الحرب في سوريا وسمتهم بالضيوف ورفضت منحهم صفة اللجوء وادعت أنهم أهل وليسوا لاجئين وسيعودون يوما ما الى وطنهم معززين مكرمين, لا وقد ذهب التشبيه الى نقطة أبعد من ذلك بوصف السوريين بالمهاجرين والمستقبلين لهم في تركيا بالانصار. تم الحديث عن السوريين بكثرة في خطابات السياسيين الشعبوية التي أكدت مرارا نصرتها لقضيتهم مستخدمة غالبا الايديولوجيا الاسلاموية لتثير تعاطف الشعب التركي وتستفز عاطفته الدينية بنصرة اخوانه المسلمين الذين يتعرضون للظلم والاضطهاد. مع مرور الأيام ومنذ 2011 بقي السوريون لسنوات بدون صفة قانونية دولية رسمية تحفظ بقاءهم حتى ايجاد حل للصراع الشائك الدائر في سوريا. أدركت الحكومة التركية ضرورة الاستفادة من السوريين في تقوية الاقتصاد فجنست الكثير من الأطباء وأصحاب الاختصاصات بينما بقيت الاغلبية الساحقة بلا حقوق مدنية أو قانونية تساويهم بالمواطنين الأتراك بحكم أنهم ضيوف وليسوا أصحاب البيت فعليهم الخضوع لمضيفم.

السوريين ضيف ثقيل باعتبار الاتراك

بما أن اقامة الضيف محدودة فقد سأم الأتراك من وجود السوريين واستضافتهم بالرغم من أن أسباب ضيافتهم مازالت قائمة ولكن  مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في تركيا واعتقاد معظم الأتراك أن السوريين يعيشون على حساب المجتمع والدولة التركية وهو بالأمر المنفي بحسب كل الاحصائيات والدراسات الاقتصادية التي أكدت أن السوريين ساهموا بالاقتصاد التركي بشكل كبير, بل وساهموا في النمو الاقتصادي وخزينة الدولة وأن أموال الاعانة المقدمة للفئات الضعيفة من السوريين قادمة من الاتحاد الاوربي ومن الامم المتحدة والجمعيات الدولية وأن الدولة التركية هي مستفيد اقتصاديا بشكل مباشر من وجود السوريين من خلال أنهم أيدي عاملة نشيطة ومدربة وذات خبرة وبشكل غير مباشر من خلال الأموال المقدمة من الاتحاد الأوربي للطبقات الضعيفة والتي يتم صرفها داخل البلد وفي الاسواق التركية.

سوء في المعاملة وقسوة في الترحيل

اتجهت الحكومة التركية في الاونة الاخيرة للاخلاف بوعودها وتنصلت من واجباتها الدينية التي امنت بها في البداية وأصبحت تريد تسليم الضيوف الى بلدهم التي هربوا منها رغم أن السجون ماتزال مليئة بالمعتقلين الذين يقتلون تحت التعذيب ومجرمي الحرب مازالوا على رأس السلطة وآلتهم العسكرية مستمرة في نشر الخوف والدمار والموت. تأتي التقارير والشهادات اليومية من تركيا بالطرد التعسفي لمئات الضيوف بالاضافة لسوء المعاملة والضرب. يأتي ذلك كله وسط حيرة السوريين وقلة حيلتهم وهوانهم على عدوهم النظام السوري الذي ينتظرهم للانتقام منهم بعد أن أعلنو الخروج عن طاعته وبذلو كل مايملكون لأجل حريتهم وكرامتهم.

طلب حماية دولية من حق السوريين

نحن كسوريين في كل العالم نشعر بخذلان الحكومة التركية لضيوفها السوريين في تركيا والتخلي عن حمايتهم لصالح البدء بصفحة علاقات مع النظام السوري وطرد السوريين المحتمين بالبيت التركي وعليه يجب أن يترتب تحرك دولي لحماية اللاجئين الموجودين في تركيا واعتبار تركيا دولة غير آمنة للاجئين السوريين الهاربين من الحرب. السوريين هم أمة عضو غي عصبة الأمم المتحدة فكما تحرك الشعب السوري وقام بواجبه عبر العصور دوما لحماية اللاجئين من مختلف أنحاء العالم , فقد قام الشعب السوري بتأمين الحماية للاجئين من القارة الأوربية بعد الحرب العالمية الثانية واللاجئين العراقيين واللبنانيين والأرمن عاشوا بسلام وأمان مع الشعب السوري.

قضية حقوق سياسية وانسانية وليست قضية دينية

القضية السورية يجب اعتبارها قضية دولية والسعي للعمل عليها ضمن نطاق دولي حيث تتحمل فيه جميع الدول مسؤولياتها بالتساوي ضمن القانون الدولي من حيث استقبال اللاجئين أو الدفع بالحل ومحاسبة المجرمين. ان محاولة جعل القضية السورية قضية اسلامية هو محض كذب لاأساس له الهدف منه الزج بالسوريين كقطعان في مشاريع اسلاموية اقليمية يكونون فيها الخاسر الوحيد خدمة للايديولوجيات الدينية لابعادهم عن المظلة الدولية وأسلمة قضيتهم.   

الحركة المدنية السورية | اللجنة الثقافية
عبد الرزاق الحسين (عضو وناشط في الحركة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى