مقالات الأعضاء

تعريف التنظيم

في عصرٍ نشهد فيه ضياع حقوق الشعوب وسرقة ثرواته، وتدمير أحلام الشباب في العيش بحريةٍ وغياب الفكر الواعي وصوت الحق، والحاجة الملحة للعمل الجماعي وتغليب الدول العظمى لمصالحها على حساب أحلامنا، لم يبقَ لنا سوى رفع الصوت عاليًا ومناداة الجميع لوقف تلك المسرحيات الهزلية، والعمل على تضميد الجراح وطي صفحة الماضي في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها منطقتنا، وإظهار عنصر التنظيم كأحد الروافع الأساسية في أي عملٍ نقوم به.

إن غياب عنصر التنظيم جعل العديد من الحركات والأحزاب تفقد الزخم الجماهيري وروح الانضباط بين كوادرها، مما قادها إلى دوامة الفوضى والتشتت وفسح المجال أمام المتسلقين وشذاذ الآفاق في استلام زمام المبادرة، وكان لابد لنا من كشف الستار عن هذه العيوب التي ستزيد الطين بلة لو استمرت.

و كما أسلفنا آنفًا أن الحاجة إلى وجود تنظيمٍ بين الشباب باتت ملحةً لاستدراك وحماية ما تبقى من قيم لدى شعوب منطقتنا، ومن هنا لابد لنا من تعريف التنظيم على: أنه الكيان الاجتماعي ذو الوعي الذي تأسس من أجل القيام بأهدافٍ محددةٍ ضمن ظروفٍ بيئةٍ محددة. ومن هذا التعريف نستنتج مجموعةً كبيرةً من الأفكار التي تنشأ على أساسها المنظمات و نذكر منها:

  1. التنظيم هو كيان اجتماعي. أي أن اجتماع المورد البشري للمنظمة على أساس العادات والتقاليد مثلًا من شأنه خلق روح الألفة بين الأشخاص مما يساعد في رفع درجة الاتصال بين عناصر المنظمة.
  2. التنظيم هو كيان واعي. إن وجود أشخاص ذوي وعيٍ كاملٍ عن سياسات التنظيم وثقافته التنظيمية وعن الأهداف الموضوعة، يساعد في تسريع إنجاز تلك الأعمال، ولنأخذ على سبيل المثال الطبيب والفلاح عندما يتعلق الموضوع في مجال الزراعة و العكس صحيح.
  3. التنظيم كيان تأسس من أجل إنجاز الأهداف المحددة. حيث تشكل الأهداف النقطة التي تسعى إلى تحقيقها المنظمات، ويشكل التنظيم الأداة التنفيذية لتحقيق هذا الغرض، وذلك بزمنٍ محددٍ وبأقل هدرٍ للموارد، فإذا غاب عنصر التنظيم عن العملية الانتاجية أصبح الانجاز بطيئًا ودرجة الهدر عاليةً وبالتالي تردي في جودة المنتج.
  4. التنظيم كيان يعمل في ظروفٍ بيئيةٍ محددة. هناك تفاعل بين التنظيم والبيئة المحيطة به حيث تستمد المنظمات مدخلاتها (معلومات، أموال، خبرات، تكنولوجيا) من الوسط الخارجي المحيط بها من جهة، وتطرح المنتجات إلى هذه البيئة (على اعتبار النظام مفتوح) كما يؤثر عنصر البيئة على أهداف وخطط المنظمات عن طريق إمدادها بالمعلومات عن جودة المنتجات المطروحة، مما يشكل آلية رقابةٍ على عمل التنظيم.

إن ما تحدثنا عنه ليس إلا مقدمةً في العمل التنظيمي وهناك الكثير من النقاط لابد لنا من كشف الستار عنها، ومقارنتها مع واقع المنظمات التى نعرفها كي يتثنى للقارئ معرفة مدى صدق عمل هذه المنظمات وجودة مخرجاتها له، مع أمل أن يرفع صوت الحق في سماء بلادنا الممزقة ويسود صوت القانون والحرية.

 الحركة المدنيّة السوريّة | مكتب التنظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى