مقالات الأعضاء

لماذا يجب أن يتعاون الثوّار العرب والكرد وماهو درس أفغانستان ؟

بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تاركةً وراءها أناسًا ظلّوا معتمدين عليها لآخر لحظة، حتى نافسوا الجنود الأمريكان على ركوب الطائرات المنسحبة، فبعضهم راح دهسًا تحت عجلاتها والبعض منهم سقط من أجنحة الطائرة التي كان متشبثًا بها. وسط ذهول الجميع من هذا المشهد تبرز حقيقة أن الاعتماد على الغير في حربٍ لا ناقة لهم بها ولا جمل خطأ سوف يُدفع ثمنه غاليًا.

لماذا الثوّار العرب والكُرد؟

لن أتحدث اليوم عن النظام فسيأتيه هذا اليوم لا محالة بعد انسحاب داعميه يومًا ما تاركين وراءهم عصابةً وثلةً من المجرمين قد امتلئت قلوب السوريين حقدًا عليهم وهاهم في كل مكان ينتظرون اللحظة التي ينقضّون فيها عليه ويمزقونه إربًا ويكون عبرة للتاريخ.

أتحدث اليوم عن أهلي الذين عشت معهم من ثوارٍ شرفاءٍ مازالوا أنقياء بعيدًا عن الآيديولوجيا وخدمة مصالح الدول…

أتحدث عن مقاتلين كرد ثاروا وحملوا السلاح لحماية أنفسهم من الإرهاب وحفظ كرامتهم من كيد النظام…

أقول لهم سوف تتخلى عنكم الدول الداعمة وتترككم فريسةً للإرهاب والتطرف والديكتاتورية، لأنّ الدول تتبع سياسات براغماتية وليس لها مبدأ واضح، فهي تارةً تحارب الإرهاب وتقتلع الأنظمة الديكتاتورية، وتارةً تدعم القوي والمتماسك أيًّا كان إذا أمّن لها مصالحها ورأت أنه يستطيع ضبط الأمور.

متى يجلس الثوّار العرب والكرد سويةً ويشكلون قوةً تكون الأكبر في سوريا ويردموا كل الخلافات التي صنعها أعداءهم وأرادوهم ان يقتلوا بعضهم وينسوا من قتل أبناءهم وأذاقهم الويلات خلال خمسة عقود من الزمن. يريدون لشبح الإرهاب أن يفتك بمستقبل أبناءنا ويمنع أهلنا من العيش الرغيد ويبقوا خائفين فلا علم ولا تطور ولا استقرار بل هجرة وجهل وفقر وتشرد.

اليوم نحن بحاجة أكثر من أي وقتٍ مضى إلى تكاتف أيدي أبناء هذا البلد أصحاب الحق والقوة والاعتماد على النفس واليقين أن الاجنبي راحل اليوم أو غدًا.

ماذا لدينا لنقف وحدنا ضد الإرهاب والتطرف؟ هل خرّجنا طلابًا وأنشأنا العلوم لنصد موجات الجهل؟ أم بنينا صفًا متماسكًا وقاعدةً قويةً بعملنا المشترك؟

أرى العكس تمامّا فنحن نصرف كل طاقتنا في خدمة مصالح تركيا وتأمين حدودها أو إنشاء جيوش منهزمة نفسيًا خاويةً من العقيدة أو أيّ فكرٍ يدفعها للقتال في المستقبل عندما تتعرض مدننا لهجمات الإرهاب.

ما تصنعه الدول الأجنبية اليوم خطيرٌ جدًا فهم يقومون باستخدامنا واللعب على أحلامنا وطموحاتنا في الحرية والعدالة ويعدوننا وعودًا كاذبةً في سبيل محاربة أعدائهم هم لا أعداءنا نحن ولتبديد مخاوفهم من المستقبل وليس مخاوفنا.

أليس فيكم رجلٌ رشيد؟! نريد شخصًا واحدًا يصل إلى القيادة ويفكر بشعبه وينهي هذه المهزلة ويسلك طريقًا آخر وسوف يرى أنّ الجميع بانتظاره وسوف يسيرون معه وكأنّه المهدي المنتظر؛ لأنّ الناس تعبت من كل شيئ وتريد وطنًا آمنًا حرًا مستقرًا.

الحركة المدنيّة السوريّة | اللجنة الثقافية
عبد الرزاق حسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى