أخبار سوريا

مناطق النظام، مدارس بلا مدرسين !!

يُعتبر قطاع التعليم من أكثر المتضررين من الحرب في سوريا ولم يكن بخير أصلاً قبل الحرب.

مع اندلاع الثورة السورية وعسكرتِها، دخلت البلاد في أُتون حرب قاسية لا تعرف هدنة.

في هذا الوقت عمدَت وزارة الدفاع في حكومة النظام إلى إصدار طلبات الالتحاق بالخدمة الاحتياطية دون تمييز أو تفريق بين فئات الشعب وكان ممن تطالهم طلبات الالتحاق هم المعلمين في المدارس.

لِيَجِد المعلم نفسه أمام خيارين؛ إما أن يلتحق بالجيش ليترك مكانه شاغر في المدرسة، أو يهرب خارج البلاد ويترك المدرسة و التعليم.

ومع ازدياد حدة الحرب ازداد عدد المعلمين التاركين لمهنتهم ويتفاقم العجز في تلك المدارس.

إن الكلام الذي كان يخرج على خجل من بعض المهتمين بالتعليم عن ضرورة استثناء المعلمين من خدمة الاحتياط لم يلق آذاناً صاغية لدى النظام.

اعتمدت وزارة التربية على المعلمين من غير الاختصاص ومن ليس لديهم خبرة في سد العجز من خلال الوكلاء أو نظام التعليم بالساعات. في إحدى المدارس الثانوية في مدينة حمص تولت معلمة لمادة الفلسفة لطلاب البكلوريا وهي بالأصل اختصاص تاريخ وكانت لا تزال طالبة جامعية.

في حقيقة الأمر، يجب علينا أن نُقَدّر ونحترم مجهود هؤلاء المعلمين أو المتطوعين إن صح التعبير، فلك أن تتخيل أن مقابل كل خمسة وثلاثون ساعة تدريس، دولار واحد فقط !!.

إن ما يدفع هؤلاء المعلمين المتطوعين هو حب المهنة والرغبة في المساعدة وإنقاذ جيل بأكمله، رغم هذا كله لم تكن أعدادهم تكفي لسد العجز الكبير في أعداد المدرسين.

ومن الجدير بالذكر أنه منذ بداية الحرب في سوريا لم تُصدِر وزارة التربية في حكومة النظام أي مسابقة توظيف.

وما شاع في عام 2019 عن مسابقة توظيف لم تكن في حقيقة الأمر إلا مسابقة تعاقد لمدة خمس سنوات ومع انتهاء العقد إما يتم الإعفاء أو يُثَبَت من لديه واسطة.

لكن كان هناك شرط حتى تستطيع التقدم إلى هذه المسابقة؛ وهذا الشرط هو أن يكون المتقدم قد أتمَ خدمة العلم أو مُلتحق بخدمة العلم.

والخريجون من الجامعات السورية إما سافروا خارج البلاد فلا يستطيعون التقديم على المسابقة أو أنهم متخلفين عن خدمة العلم وبالتالي لا يحق لهم التقدم.

وبقيَ الخريجين الذين التحقوا بخدمة العلم وتقدَم عدد منهم إلى المسابقة. وبالفعل تم قبولهم ولكن لِيبقى المعلم في الجيش وتبقى المدارس بلا معلمين.

 

اللجنة الإعلامية في الحركة المدنية السورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى