أخبار سوريا

هل تحوّل العداء ضدّ اللاجئين السوريين في تركيا إلى إرهاب؟

بينما يجري الإعداد الآن للمقال يشهد حي ألتنداغ “altındağ” في العاصمة التركية أنقرة أعمال عنف واضطرابات شعبوية بالإمكان تشبيهها بأحداث الكابيتول في العاصمة الأمريكية واشنطن بداية هذا العام من قِبل أنصار الرئيس الأسبق دونالد ترامب.
لكن المشهد مختلف اليوم في حي ألتنداغ، فالمُستهدف هنا اللاجئين السوريين القاطنين في الحي. إحدى مقاطع الفيديو التي كانت تروجها حسابات التواصل الاجتماعي صرخ فيها المخربون: “يا الله بسم الله، الله أكبر، احذروا أن تخلطوا بين محلات مواطنينا والمستعمرين السوريين”. قاموا بتكسير السيارات والمحلات التجارية المملوكة من قبل اللاجئين السوريين، وحضرت قوى الأمن التركي وطلبت من السوريين التزام بيوتهم وعدم الخروج، بذريعة حرصهم على “أرواح الإخوة السوريين”.

الجدير بالذكر أن شرارة الغضب هذه اندلعت قبل يومين، في حديقة الحي بسبب شجار بين شُبان سوريين وأتراك بمقتبل العُمر، راح ضحيتُها شابان تركيان، الأول تُوفي والآخر جريح يتماثل بالشفاء. وألُقي القبض لاحقاً على الشاب السوري الذي قام بطعنهم.

نُدرِج لكم باقتضاب أبرز العناوين الإخبارية والترندات التي روجتها المعارضة التركية ووسائل الإعلام المحلية المُحرِضة على اللاجئين أثناء تسليطهم الضوء على موجة النزوح التي تشهدها أفغانستان مؤخراً:
– رئيس الوزراء الأسبق داود أوغلو يكشف عن “بند سري” بين الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي يتعلق باللاجئين السوريين.
انقر/ي هنا لقراءة الخبر من أورينت نيوز
– رئيس بلدية مدينة بولو العضو في حزب الشعب الجمهوري يثير الجدل بإجراءات عنصرية ضد السوريين ومواقف تناصرهم
انقر/ي هنا لقراء الخبر من شبكة شام
– دولت بهتشلي زعيم حزب الحركة القومية: ” السوريون الذين يستطيعون دخول بلادهم لقضاء العيد لا حاجة لعودتهم لتركيا”
انقر/ي هنا لقراء الخبر من موقع تلفزيون سوريا المعارض
– بالإضافة إلى تغريدات يومية يُطلقها النائب في البرلمان أوميت أوزداغ “Ümit Özdağ” انقر/ي هنا للوصول إلى حسابه على تويتر
 وإيلاي أكسوي “İlay Aksoy” المُنتسبة إلى حزب الجيد انقر/ي هنا للوصول إلى حسابها على تويتر أيضاً

وبحسب مقال  باللغة الانجليزية  في موقع توركيش مينيت “Turkish Minute” للباحثة التركية ألين أوزينيان بعنوان “من ضيوف إلى أعداء ؛ الكراهية تنمو ضد اللاجئين السوريين في تركيا” ، لخصت فيه آراء ورؤية بعض أصدقاءها في حديثٍ معهم كما يلي:
قال أوميت كيفانتش “Ümit Kıvanç” ، الصحفي والكاتب التركي المقيم في اسطنبول، أنه يعتقد أن المجتمع التركي يكره بسهولة أي شخص لا ينتمي إليه. وأشار إلى أنه في حالة السوريين، فإن المجتمع يذل هؤلاء أيضاً؛ ويرى القوميون أن غير الأتراك “مخلوقات أدنى من شأنها أن تدمر الجنس التركي العظيم”. ومن ناحية أخرى، يعتقد أولئك، الذين يعتبرون أنفسهم معاصرين وغير متدينين، أن السوريين “وقحون، وغير متعلمين، وغير متحضرين، ومحافظين/ متعصبين، وأنهم سيضرّون بالثقافة العلمانية التركية”.

لم يتفاجأ سافاش جينتش “Savaş Genç”، أستاذ العلوم السياسية التركي المقيم في هايدلبرغ بألمانيا، بردّ الفعل العدائي للمجتمع التركي تجاه السوريين منذ عام 2015. وبحسب جينتش، فإن القومية التركية، التي طالما روّج لها نظام التعليم الوطني، هي “فوق أيديولوجية ومرض يوحّد مختلف شرائح المجتمع”.
وأضاف: “لم يكن بإمكان المجتمع التركي حتى أن يتسامح مع مجموعات عرقية مختلفة، مثل اليونانيين والأرمن وغيرهم، الذين عاشوا معهم لمئات السنين في هذه الأراضي. لم يقبلوا حتى الأكراد، الذين هم مسلمون مثل الأتراك. لذلك، فإن النهج القومي العدواني والهجوم اللفظي على السوريين لا يفاجئني”.

وفي تقرير “خطاب الكراهية والخطاب التمييزي في وسائل الإعلام 2019″، الذي نشرته مؤسسة “هرانت دينك” الرابط باللغة التركية ، تمّ تصنيف السوريين بشكل منهجي على أنهم “مجرمون، وقتلة، ولصوص يشكلون تهديدات أمنية وشيكة بما في ذلك الإرهاب”.

بدورنا نتساءل نحن في الحركة المدنية السورية، ما هي البدائل أو الخطط أو الحلول البراغماتية التي يمكن أن تتبناها الحكومة التركية لتدارك الأمر وتبيان الحقائق التي تُنصف اللاجئين السوريين وتمنحهم حقوقهم الدولية، بالإضافة إلى ضمان أمنهم وسلامتهم وصون كرامتهم، هل بإمكانكَ عزيزي القارئ أن تُساعدنا في الوصول إلى المنظمات والجمعيات الحقوقية الدولية الفعّالة أو إلى مراكز اتخاذ القرار في الحكومة التركية لتشكيل لجنة تتكون مثلاً من أكاديميين وباحثين في كليات العلوم السياسية، وعلم الاجتماع والإعلام والاتصال الجماهيري في سبيل بلورة حل ناجع؟ وكم يلزم أن يموت من السوريين والأتراك حتى تتحرك المعارضتان السورية والتركية والجهات المعنية لدى الحكومة التركية لأجل وقف الكراهية بشكلها الإرهابي الجديد ومحاسبة المحرضين في وسائل التواصل الاجتماعي؟

 الحركة المدنيّة السوريّة | اللجنة الإعلاميّة
بشير فهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى