ما هي الحركة المدنية؟ ولماذا يجب أن يتحرك المدنيون؟
يعتبر الحراك المدني هو الفاعل والمحرك والرافعة التي ترفع مطالب الشعب الحقيقية بعيدًا عن الايديولوجيا المرتبطة بدولٍ ومصالحٍ متضاربة، لذلك كان من واجب المدنيين التحرك وتنظيم أنفسهم تجنبًا لسرقة مصيرهم واللعب على حياة أبناءهم من خلال توجيه السياسة ورسمها بعيدًا عن تمنياتهم ودون الرجوع إليهم.
يعتبر الرأي العام والحراك المدني الراسم الوحيد للسياسات والموجه لمصير البلدان في الدول الديموقراطية، أما في الدول الغير ديموقراطية فيتم تجاهل الرأي العام وإسكات أي حراكٍ مدني يبادر به البعض من أجل تغيير واقعٍ معينٍ، ويعتمد بذلك على استراتيجيةٍ طويلة الأمد تقوم بإبعاد الفرد عن عجلة التطور والترقي المستمر في العالم، وإشغاله بقوت يومه وعدم الاكتفاء بذلك بل وإرهابه ونفيه إذا حاول أن يتكلم ويشتكي أو يعبر عن مأساته اليومية.
كما أن مشاركة الناس في الحياة اليومية السياسية فرض عينٍ، وأهميةٌ تتجاوز كل الأهميات الأخرى، لأنه وبدون ذلك يسلّم الفرد عنقه مجانًا ويسمح لمجموعةٍ من اللصوص العبث بمصيره وحريته على أرضه، وانتاج استبدادٍ قاهرٍ يتفنن في الإيذاء والخراب، وفي أحسن الأحوال يتم بيع الناس كقطيعٍ بثمنٍ بخسٍ في أرخص مزادات السياسة لتحقيق مكاسبٍ شخصيةٍ من مالٍ أو منصب.
كيف يبادر الحراك المدني؟ هنا تكمن أهمية الشباب الواعي والقارئ في حشد الناس بإنشاء كياناتٍ وتجمعاتٍ تتسع لأكبر قدرٍ ممكنٍ من الأفراد الذين يمثلون المجتمع بكافة أجناسه وتنوعه في كل قريةٍ أو بلدةٍ صغيرةٍ أو مدينة، فيتم في هذه التجمعات تبادل الأخبار والآراء إزاء موضوعٍ معين، في هذه الحالة يبدأ المجتمع بفرز أشخاصٍ يثق بهم ويمثلونه في محافل السياسة والقرار، مع أهمية مشاركة هؤلاء الممثلين للناس الذين يمثلونهم ما نتج عن قراراتٍ وسياسات.
هل من الممكن أن يفشل الحراك المدني؟ بالطبع يعتمد الحراك المدني بالدرجة الأولى على وعي الأفراد ومعرفتهم بحقوقهم وواجباتهم، ودفاعهم عن حقهم في المساواة والعدل والمشاركة في اتخاذ القرار، فمهما حاولنا النهوض بالمجتمع المدني دون ثقافةٍ وعلمٍ ووعي على الصعيد الفردي لن ننجح وسيتم التلاعب والقفز على إرادة الناس.
إن لإنشاء مراكزٍ ثقافيةٍ في كل قريةٍ وتجمعٍ سكاني صغيرٍ ونشر الوعي السياسي أهميةً لاتقل عن أهمية شرب الماء والتنفس لاستمرار الحياة، لذلك من واجب المقتدرين التبرع بالمال والوقت للعمل على ذلك، ومن واجب المجتمع التشجيع على العلم وبذل كل مايلزم لإنشاء جيلٍ جديدٍ يصلح للحياة.
فلا أرى من الضرورة أن نكون جميعًا سياسيين ولكن من الواجب أن نكون مؤثرين وفاعلين في القرارات السياسية التي تمس مستقبلنا.
الحركة المدنية السورية | اللجنة الثقافية
بقلم عبد الرزاق حسين