مقالات الأعضاء

الحكم على أنور رسلان…هل بدأ سقوط أحجار الدومينو؟

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم وأمس 13 – 14 كانون الثاني 2022 بِخبر الحُكم بالسجن المؤبد مدى الحياة على أنور رسلان الضابط المُنشق من المخابرات السورية ورئيس فرع الخطيب 251 أمن الدولة سابقاً في الفترة الممتدة ما بين عامي 2011 – 2012، والمسؤول جزئياً عن عمليات التعذيب النفسي والجسدي والاغتصاب وجرائم أخرى، حيث وُجهت له 58 تهمة منها تعذيب 4 آلاف شخص قُتل منهم العشرات بحسب الادعاء الذي وُجه ضده في محكمة كوبلنز في ألمانيا. انشق رسلان عن النظام السوري ثم توجه الى الأردن لِيَعمل فترة مع المعارضة وبعدها انتقل إلى ألمانيا طلباً للجوء صيف 2014.

تم نطق الحكم على أنور رسلان كـ ضابط كان يُمثِل نظام فاشي ويتلقى أوامر بالقتل والتعذيب وإيقاف الاحتجاجات مهما كلف الأمر. الحُكم يعتبر سابقة للولاية القضائية الدولية لأن النظام السوري مازال قائماً. فمن الواضح أن الذي كان يجلس في المحكمة في قاعة الاتهام ليس أنور رسلان فحسب إنما النظام السوري كاملاً.

يُصِر بعض الحقوقيين السوريين وأبرزهم المحامي “أنور البني” رئيس المركز السوري للأبحاث والدراسات في برلين على أن محاكمة أنور رسلان هي بداية وفاتحة لمحاكمات أكبر، بينما يقول بعض السياسيين في المعارضة أن رسلان محسوب على المعارضة أكثر ماهو محسوب على النظام بحُكم انشقاقه؛ وأن الانشقاق يَجُب ماقبله، فلماذا مثلاً يقبل النظام العائدين من المعارضة ويكافؤنهم ولا تقبل المعارضة المنشقين وتُكرمهم رغم ارتكابهم الجرائم.

بالمقابل كان للعدالة الألمانية اليوم كلامٌ آخر مختلف، اعتُبرت الجرائم كموضوع مجرّد خارج عن إطار الانشقاق والتعاطف، فالكلمة كانت اليوم في المحكمة أن هناك جرائم ومُدّعين وشهود أحياء إذاً يستوجب المحاسبة نقطة على السطر.

المُدافعين عن حقوق الإنسان رَحَبوا بالحكم حيث اتفق الجميع على أنه تقدم واختراق كبير. منظمة هيومن رايتس ووتش قالت إنها لحظة ذات معنى كبير للضحايا الذين تعرضوا للتعذيب.

الأمين العام لمنظمة أمنيستي إنترناشونال في ألمانيا “ماركوس بيكو” قال أن الحُكم إشارة تاريخية للعالم عن الكفاح ضد الإفلات من العقاب.

بينما قال المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان ECCHR أنه يأمل بأن يكون للحُكم توابع وتأثير وقع أحجار الدومينو على نظام الأسد الإجرامي.

ويبقى السؤال الذي يراود السوريين رغم فرحهم المؤقت، متى سيتم محاكمة النظام السوري على طريقة محاكم “نورنبرغ” وكم من الضحايا يجب أن يَسقطوا كي تسقط أحجار الدومينو وينتهي كابوس الرعب وشلال الدماء؟.

 

الحركة المدنية السورية | اللجنة الثقافية
عبدالرزاق الحسين (عضو وناشط في الحركة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى