أخبار سوريا

عندما تُحصد أرواح السوريين عند جيرانهم، تركيا مثالاً..

في متابعة للمشهد السياسي لدى بعض الدول الديمقراطية، يُلحظ للعَيان كيف تتجه الحكومات إلى دعم الحقوق الجمعية المتدثرة بلبوسٍ شعبوي، على حساب الحريات الفردانية للأفراد الغير موسومين بألوان الوسط القابعين فيه. تنطبق المسألة تماماً على اللاجئين والمُغايرين عرقياً، مذهبياً، جنسياً وجَندرياً (من Gender). هدف الحكومات والمعارضات من هذه الأساليب والمسارات هو جذب أكبر كتلة من الأصوات الانتخابية لضمان بقاءها على هرم السُلطة أو اعتلاءها لأول مرة حتى وإن تطلب الأمر ممارسة جرعات من القمع والتمييز والكراهية ولا ننسى “نظرية المؤامرة”. نستذكر هنا الفيلسوف الراحل “كارل بوبر” عندما ذكر أن إحدى سلبيات الديمقراطية هي عندما يتفرع عنها العديد من الجدالات والمتاعب التي يَصعب إيجاد حلٍ لها، لكن رغم ذلك تبقى أفضل النُظم والمنهجيات لإدارة المؤسسات والمجتمعات.

فرار السوريين من أسد سوريا وجميع أشكال جحيمه إلى المهجر، صدمهم بـ تَتبُعهِ لهم في بضعة دول، ليُذيقهم ذلك الجحيم الذي أبى إلا أن يعترض سبيلهم ويخطف أرواحهم وأحياناً يُذيقهم الألم بشقيه الجسدي والنفسي. على سبيل المثال وليس الحصر؛ الدنمارك ولبنان والأردن وأخيراَ تركيا التي يُخشى باستمرار العصبوية العرقية فيها أن تتحول جحيماً ومقبرة لاجئين يوماً ما. يبلغ تعداد السوريين بحسب إدارة الهجرة التركية 3.7 مليون لاجئ/ة وحوالي 180 ألف سوري/ة يحمل إقامة عمل أو سياحية.

في دراسة مشتركة بين 3 جامعات تركية وإيطالية (هم جامعة Boğaziçi وSabancı Üniversitesi التركية، ومعهد الجامعة الأوروبية في إيطاليا)، قالت في تقريرها “بحثت الدراسة في مسألة تأثير اللاجئين على معدلات الجريمة، وفي سياقٍ أكبر درسنا مجموعة اللاجئين السوريين في تركيا (التي تأوي أكبر عدد لاجئين في العالم). على الرغم من أن هؤلاء اللاجئين أفقر بكثير من السكان المحليين، ولديهم إمكانية محدودة للحصول على عمل رسمي، ويواجهون قيودًا جزئية على التنقل، إلّا أننا وجدنا أن إجمالي الجرائم لكل شخص (بما في ذلك السكان الأصليون واللاجئون) ينخفض بسبب وصول اللاجئين. تنطبق هذه النتيجة أيضًا على عدة أنواع من الجرائم؛ الاستثناء الوحيد هو جرائم تهريب البشر التي تزداد بسبب استمرار تدفق اللاجئين. كما نُظهر أن الانخفاض في معدلات الجريمة لم ينجم عن تشديد الإجراءات الأمنية؛ حيثُ لم نجد أي دليل على حدوث تغيير في عدد القوى الأمنية (العسكريين والمدنيين) في المناطق/الأحياء المضيفة للمهاجرين قبل وبعد نزوحهم“.

في مادةٍ سابقة ذكرنا أسماء عدة شخصيات سورية مُقربة من النظام استهدفت اللاجئين، اليوم نعرِض لكم شخصيتان من المعارضة في تركيا التي تُحرض على الكراهية ضد اللاجئين السوريين وتؤجج فتيل العنف والدعوة لإعادتهم قسراً لبلدهم، لترتفع وتيرة الانتهاكات بحق اللاجئين وتعرضهم لأبشع أنواع العنف منذ ثماني أشهر حتى هذه اللحظة. هذا ما خرج للعلن، والحوادث التي تم كتمها وبقيت حبيسة الذاكرة عند اللاجئين ما خفي منها هو أعظم وأكثر.

جاء إلى الشاعر بشار بن بُرد شابٌ يدّعي أنه شاعر وألقى عليه قصيدةً يُريد رَأيه فيها قبل أن يُسمعها للعرب فأتاهُ الرد كالتالي: (يا ولدي الشعراء ثلاثة: شاعرٌ وشويعر وحمار الشعراء – وفي روايةٍ أخرى وَردَ غير هذه اللفظة -. أما أنا فـ شُويعر، وأما أنتَ فاقتسم الباقي مع امرُؤ القيس).

نتحدث اليوم عن شاعرنا أو مرشدنا السياحي “جوناي يلدز” من مواليد عام 1982 تركيا – أنطاكية قرية “ديكمجا”، العاشق منذ نعومة أظفارهِ وطنه الأصل سوريا وكتابةِ الشعر والوفاء للمقاومة والممانعة، والتحريض على أبناء بلده اللاجئين السوريين في تركيا ووصفه لهم بالإرهاربيين  في قصائده. أفادنا أحد الأشخاص فضّل عدم ذكر اسمه بأن يلدز كان له حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن تبين أنه قام بحذفها وإلغاء تفعيلها لسببٍ غير معلوم، فلم نستطع الوصول لها أو الحصول على اقتباسات منها، بالمقابل وصلنا إلى معلومة تنقله المتكرر بين سوريا وتركيا.


يرجى الضغط للوصول إلى المصدر على فيس بوك هنا


يرجى الضغط للوصول إلى المصدر على فيس بوك هنا


يرجى الضغط للوصول إلى المصدر على فيس بوك هنا


يرجى الضغط للوصول إلى المصدر على فيس بوك هنا


يرجى الضغط للوصول إلى المصدر على تويتر هنا

ننتقل إلى الدكتور في الإعلام الأستاذ “حسني محلي” بحسب صحيفة “يني أكيت التركية YeniAkit Gazetesi” من مواليد سوريا – جرابلس 1949، غادر إلى تركيا عام 1979 لدراسة الصحافة والإعلام في جامعة اسطنبول. عمل في عدة صحف تركية وعالمية أبرزها صحيفة بوليتيكا Politika Gazetesi وأكشام Akşam وبي بي سي عربي. تلخصت معظم وظائفه بالكتابة عن العلاقات العربية التركية ونقل الوقائع المحلية في السياسة والمشهد العربي. في عام 1989 أصبحَ المراسل الرسمي لوكالة الأنباء الحكومية للنظام “سانا” ليَصِل عملهُ معها ذروته ابتداءً من عام 2004 في تغطية صعود وتطور العلاقات السورية – التركية وحضوره لقاءات زعماء ومسؤولي البلدين. متزوج من سيدة تركية ولديهما ابنتان. اشتُهر بتأييده الشديد للنظام وآلة القتل والتدمير بحجة المؤامرة واصطفاف النظام في جبهات الممانعة والصمود والتصدي، وعُرفَ عنه تقربه من حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض CHP المُروج في شعاراته إرسال اللاجئين السوريين إلى النظام وارتباطه بصداقة مع زعيم الحزب السيد كمال كليجدار أوغلو Kemal KILIÇDAROĞLU . أدانت المحاكم التركية “محلي” بقضايا عدة منها: تحقير رئيس الجمهورية، تحقير موظفي القطاع العام على رأس عملهم وإهانة الجمهورية التركية. نسيت المحاكم توجيه تهم التحريض على عداء اللاجئين السوريين وتحقيرهم. يُلحظ ذلك من حسابه على تويتر.

من اليمين زعيم حزب الشعب السيد كمال كليجدار أوغلو، يليه على اليسار السيد حسني محلي.

ليتهم زاروا اللاجئين السوريين في مخيماتهم البائسة وأحيائهم المُقفَرة الباهتة تتقيأ كآبةً متحولةً إلى “غيتو” منعزل عن العالم. لو أنهم ألقوا على المُجتمع المُضيف عظةً تحثهم على الرأفة بحال أخوتهم اللاجئين ومطالبة الحكومة التركية بمحاسبة المجرمين والمُعتدين عليهم عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. لو أنهم دحضوا كل الأكاذيب والإشاعات التي تُقال بحق اللاجئين ليل نهار، وضربوا أمثلةً على تقبل الآخر وتقديم الدعم المعنوي لإخوانهم السوريين على الأقل. لو أنهم استمعوا بنيةٍ صادقة لقصص المعتقلين/ات في سجون النظام واستشعروا آلامهم وآمنوا بثورة جميع أطياف الشعب.
كم من أرواحِ لدى السوريين يرغب بابتلاعها إعصارُ الموت كي يُشبِع غرائزه؟
نترك لكم بالأسفل أبرز الحوادث التي ارتُكبت بحق اللاجئين السوريين في تركيا مؤخراً.

 

 

 

 

 

 

الحركة المدنية السورية | اللجنة الإعلامية
بشير فهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى