مقالات الأعضاء

نحو التحرر من الثقافة الموروثة: مهمّتنا وضع العصي في العجلات

كما تقوم  أغلب التيارات والأحزاب والعصابات ذات الشأن السوري وأبرزها النظام وما يلف حوله وما يدعي معارضته على الدوران في عجلة النظام وعدم القدرة على الخروج من أقطار الدائرة التي رسمها ليبقى هو في المركز وهم يدورون حوله، خاطئون إن كانوا يعتقدون أنّهم شذّوا عن هذا النهج.

دائرة الشيطان أو عجلة الجحيم: نفسها التي تدور منذ عشرات السنين وتدوس على كل أمنيات التغيير وأزهار الربيع، ويتعلق بها الأغلبية لظنهم أنّها السبيل الوحيد للنجاة، وبركوبهم هذه العجلة لابدّ من الدوس على غيرهم وكل من يقف في الطريق حتى تستمر العجلة في الدوران.

نفسها كرة الثلج : تدوس غيرها فيعلق بها ويسير معها حتى تتحطم في نهاية الطريق، الكثير من الأشخاص الذين مورس عليهم التسلط يحبون ممارسته على غيرهم بلا نهاية والقليل هم الذين يصبح لديهم هدفًا نبيلًا لمحاربته وعدم السماح بتكراره مرة أخرى.  

هذه الدوامة من الثقافة الموروثة والسائدة بلا تفكير هي التي تجعلنا نتقوقع ونسير في عجلةٍ محطتها معروفة، وطريقها سار به من قبلنا فأوصلته إلى حتفه وهو لا يزال على قيد الحياة، فكروا اليوم بكل المسلمات التي لدينا، بكل مثلٍ شعبيٍ بجميع ما تعلمناه من أجيالٍ سبقتنا، دعونا نقارن أنفسنا بغيرنا، هل نحن على صواب؟ هل نسير في اتجاه الحقيقة؟ أم أنّ عجلة تفكيرنا الموروث تسير بنا إلى الجحيم، هل هذه النظّارة التي وضعت على أعيننا منذ الصغر ترينا الحقيقة؟ أم أنها تحجب عنا الشمس فقط؟

هذه العجلة لن نستطيع إيقافها بالركوب عليها بل لابد من النزول عنها ووضع العصي فيها كي تتحطم وتتوقف عن سيرها الأزلي.

فكلما وحدنا جهودنا أمكننا أن نضع عصاةً غليظةً تكسر العجلة ومن السهل بعدها صنع عجلةٍ جديدةٍ تتشكل مرةً أخرى مع الزمن لتناسب عربتنا الجديدة.

وضع العصي في العجلات وتحطيم كرة الثلج هو دورنا المستقبلي لإيقاف من يسير بنا إلى الهاوية وإلا لن يوقفها أحد. والعجلات كثيرة هي عجلة النظام والمعارضة وعجلة الائتلاف وعجلة الأسلمة والإرهاب وكل شيءٍ يدور في فلك التسلط والرجعية ويحجب المستقبل والانفتاح وقبول الآخر وبناء مجتمعٍ حر. 

الحركة المدنيّة السوريّة | اللجنة الثقافية
عبد الرزاق حسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى